محتوى
للصين تاريخٌ في استغلال نفوذها الجيوسياسي في آسيا لانتزاع تنازلات من الدول المجاورة لمصلحتها الخاصة. ومن المجالات التي يتجلى فيها هذا بوضوح المقامرة، وخاصةً المقامرة عبر الإنترنت، التي ارتبطت ارتباطًا مباشرًا بالاتجار بالبشر الذي يشمل مواطنين صينيين.
الصين تحذر جيرانها من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بشأن الأنشطة غير القانونية
أدت جهود الصين الدؤوبة أخيرًا إلى قيام الفلبين بإغلاق قطاع شركات تشغيل المقامرة الخارجية الفلبينية، والذي ارتبط بجرائم مختلفة، مزعومة ومؤكدة. ومؤخرًا، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية، بممثلين من عشر دول من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في بكين. وحثّهم على اتخاذ إجراءات صارمة ضد المقامرة عبر الإنترنت والاحتيال في مجال الاتصالات، وخاصة العمليات المرتبطة بالحدود بين تايلاند وميانمار. وأكد وانغ على ضرورة اتخاذ الدول المعنية إجراءات حاسمة ضد الأنشطة التي تعتبرها بكين غير قانونية، والتي أثرت سلبًا على المواطنين الصينيين. وصرح قائلًا: نأمل أن تتحمل الدول المعنية مسؤولياتها وتتخذ تدابير حازمة لمكافحة المقامرة عبر الإنترنت والاحتيال في مجال الاتصالات، وحماية أرواح وممتلكات المواطنين، وضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب، وفقًا لبيان نقلته قناة CCTV، وهي وسيلة الإعلام الرسمية. وقد غطت وسائل الإعلام الصينية على نطاق واسع حوادث الاتجار بالبشر المرتبطة بالمقامرة غير القانونية والاحتيال في مجال الاتصالات، مما حفز بكين على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الدول المجاورة التي تُحمّلها المسؤولية. وقعت في ديسمبر قضيةٌ لفتت انتباهًا كبيرًا، تتعلق بالممثل الصيني البارز وانغ شينغ، الذي نصب عليه عصابةٌ إجراميةٌ نصبًا وأُجبر على العمل في تايلاند. وقد غطّت وسائل الإعلام الوطنية والحكومية هذه الحادثة على نطاقٍ واسع، مما دفع تايلاند إلى إطلاق عملية إنقاذ واسعة النطاق، أسفرت في النهاية عن تحرير وانغ.
تايلاند وميانمار بحاجة إلى تكثيف الجهود لمكافحة الجريمة
أدرك رئيس الوزراء التايلاندي بايتونغتارن شيناواترا أهمية مكافحة مشغلي المقامرة غير القانونية، وهو ملتزم بالتصدي لهذه الجرائم. ومع ذلك، تتحمل ميانمار أيضًا بعض المسؤولية، حيث تعرض خمسة على الأقل من سكان هونغ كونغ للخداع أو الإجبار على العمل في البلاد رغماً عنهم. وقد سمّت الصين كلا البلدين وحثتهما على التصدي لهذه الجرائم التي تؤثر بشكل مباشر على السكان. وتعمل تايلاند حاليًا على تقنين المقامرة وإنشاء منتجعات كازينو في محاولة للحد من الأنشطة غير القانونية. وفي الوقت نفسه، تواصل الصين جهودها الدؤوبة، حيث توسّع جهودها لمكافحة الأنشطة غير القانونية المتعلقة بالمراهنات الرياضية والكازينوهات وغيرها من أشكال المقامرة.